بعد هلاك قوم عاد الجبارين الذين كذبوا نبيهم هود عليه السلام .
جاء من بعدهم قوم عصوا الله عز وجل وجحدوا بآياته وهم قوم ثمود
، ارسل الله عز وجل اليهم نبيه صالح عليه السلام فكذبوا بما جاء
به من عند الله عز وجل وتكررت قصة العذاب ولكن بشكل مختلف
مع قوم ثمود .
ماهي قصة قوم ثمود عليه السلام مع سيدنا صالح عليه السلام ؟
وماذا كانوا يعبدون ؟
وما العذاب الذي نزل بهم ؟
وكيف نحو الله عز وجل نبيه صالح عليه السلام ومن آمن معه؟
من هوا النبي صالح عليه السلام ….
صالح عليه السلام هو احد الانبياء العرب ، ذكرت قصته مع قوم
ثمود في القرآن الكريم ،لقد أرسله الله تبارك وتعالى إلى قوم ثمود .
من هم قوم ثمود
ثمود هي قبيلة من القبائل العربية البائدة وهي المتفرعة من أولاد
سام بن نوح عليه السلام وسمي الثمود بذلك نسبه إلى احد أجدادها
وهو ثمود بن جاسر بن ارم ابن سام ابن نوح عليه السلام .
وكان النبي صالح من هذه القبيلة ويتصل نسبه بثمود وكانوا قوما
جاحدين آتاهم الله رزقا كثيرا واسعاً ، لكنهم عصوا الله عز وجل ،
وعبدوا الأصنام والأوثان وتفاخروا بقوتهم .
بعث الله عز وجل اليهم رجلا صالحا مبشرا ومنذرا ، ولكنهم كذبوه
ورفضوا دعوته .
فقال صالح عليه السلام لقومه: يا قومي اعبدوا الله مالكم من إله
غيره .
نفس الكلمة التي يقولها أي نبي لا تتبدل ولا تتغير لان الذي ارسل
الانبياء واحد هو الله عز وجل .
فؤجى الكبار من قوم صالح عليه السلام بما يقوله وما يدعوهم اليه
وأنه يتهم آلهتهم بانها بلا قيمة وهو ينهاهم في ذلك عن عبادتها
ويأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له .
فأحدثت دعوه صالح عليه السلام هزة كبيرة في القوم خاصة في
الملأ والكبراء منهم ، وكان صالح عليه السلام معرفا بالحكمة
والنقاء والخير وكان قومه يحترمونه قبل ان يوحي الله عز وجل
اليه ويرسله بالدعوة اليهم .
فقال قوم صالح له : يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا ان
نعبد ما يعبد أبائنا وإننا لفي شكّ مما تدعونا اليه مريب .
فهم كانو يقولون له لقد كان لنا رجاء فيك يا صالح كنت مرجوا فينا
قبل ذلك لعلمك وحكمتك وعقلك وصدقك وحسن تدبيرك ثم خاب
رجاؤنا فيك يا صالح اتنهانا ما كان يعبد آبائنا ماكنا نتوقع منك ان
تعيب آلهتنا يا صالح وهي التي وجدنا عليها آباءنا وجدناهم عليها
عاكفين ولعبادتها قائمين ، وهكذا يعجب قوم صالح مما يدعوهم اليه
، بل إنهم يستنكرون ما هو واجب وحق ويذدهشون ان يدعوهم
اخوهم صالح عليه السلام إلى عبادة الله وحده لا شريك له وما كان
ذلك كله إلا لأن آبائهم يعبدون هذه الآلهة ، وكان قوم ثمود ينحتون
من الجبال بيوتا عظيمة كانوا يستخدمون الصخر والحجارة الكبيرة
في البناء وكانوا أقوياء الجسم قد فتح الله عز وجل عليهم ورزقهم
من كل شي .
فقد حاؤوا بعد قوم عاد فسكنوا الأرض التي استعمروها ورغم
وضوح دعوة صالح عليه السلام فقد بدا واضح ان قومه لن يصدقوه
، فكانوا يشككون في دعوته واعتقدوا انه ساحر او مسحور وطالبوه
بمعجزة تثبت لهم انه رسول من عند الله عز وجل اليهم ليصدقوه
في دعوته .
فقالوا له : ان انت اخرجت لنا يا صالح من هذه الصخرة ناقة من
صفة الصفات الذي وصفوها وان تكون عشراء طويلة .
فقال صالح عليه السلام لقومه : آرايتم يا قومي ان أجبتكم إلى ما
سألتم على الطلب الذي طلبتم أتؤمنون بما جئتكم به وتصدقوني فيما
أرسلت به .
وشاء الله عز وجل ان يستجيب لطلبهم فأمر الله تبارك وتعالى تلك
الصخرة ان تنفطر ناقة عظيمة عشراء على الوجه والوصف
المطلوب الذي طلبوه فانفطرت الصخرة عن ناقة عظيمة عشراء .
قال تعالى
﴿ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً ۖ فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
فكانت الناقة معجزة وآية لان صخرة بالجبل انشقت وخرجت منها
الناقة أمام أعين الناس فقد ولدت من غير الطريق المعروف للولادة
وخلقها الله عز وجل من غير الأسباب المعرفة للخلق وصفها الله
عز وجل أنها ناقة الله أضافها الله عز وجل لنفسه بمعنى أنها ليس
ناقة عادية وإنما معجزة وآية من الله تبارك وتعالى.
اخبرهم صالح عليه السلام بان هذه الناقة ستشرب من الماء يوما
وهم يشربون يوما ، ففي اليوم الذي يشربون فيه تمتنع الناقة عن
الماء وفي اليوم الذي تشرب فيه الناقة يمتنعون عن عن الماء
ويحلبون الناقة الذي كان يكفيهم اجمعين .
واصدر الله عز وجل أمره إلى صالح عليه السلام ان يأمر قومه بعدم
المساس بالناقة او ايذائها او قتلها .
أمرهم ان يتركوها تاكل في ارض الله وان لا يمسوها بسوء وحذرهم
ان إذا مدوا أيديهم بالاذى إلى الناقة فسوف يأخذهم عذاب قريب .
قا الله تعالى
{ قَالَ هذه نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ وَلاَ تَمَسُّوهَا بسواء فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ }
في بادئ الأمر تعاظمت دهشة ثمود حين ولدت الناقة من صخور
الجبال والتي كان واضحا أنها ليس مجرد ناقة عادية وإنما هي آية
ومعجزة من الله عز وجل على أعين الناس ، وعاشت الناقة بين قوم
صالح فأمن منهم من أمن وبقي اغلبهم على العناد والكفر ولا حول
ولا قوة إلا بالله ، والسبب عندما الكفار يطلبون من نبيهم آية أنهم
يطلبونها ليس لأنهم يريدون التأكد من صدقه على الحقيقة والإيمان
به وما جاء به ، وإنما يطلبون التحدي واظهار عجز النبي أمام
البشر ، لكن الله عز وجل يخذلهم بتأييد أنبيائه بمعجزات من عنده
عز وجل .
وكان صالح عليه السلام كعادة الانبياء والرسل يحدث قومه
ويدعوهم برفق وحب وود وكان يرجو منهم ان يتركوا الناقة تاكل
في ارض الله عز وجل وهو يحذرهم ان يمسوها بسوء خشية وقوع
عذاب الله عز وجل اليهم ، كما ذكرهم صالح عليه السلام بنعم الله
تبارك وتعالى عليهم ان جعلهم خلفاء من بعد قوم عاد وأنعم عليهم
بالقصور والجبال المنحوتة والنعيم والرزق والقوة ، لكن قومه
تجاوزوا كلماته وتركوه واتجهوا إلى الذين أمنوا بصالح عليه
السلام يسألونهم مستهزئين سؤال استخفاف قالوا لهم : اتعلمون ان
صالح مرسل من ربه . فقالت الفئة المؤمنة : نعم أمنا بصالح وبما
ارسل به .
قال تعالى
الَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ لِلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ لِمَنۡ ءَامَنَ مِنۡهُمۡ أَتَعۡلَمُونَ أَنَّ صَٰلِحٗا مُّرۡسَلٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلَ بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا بِٱلَّذِيٓ ءَامَنتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ
فَتَوَلَّىٰ عَنۡهُمۡ وَقَالَ يَٰقَوۡمِ لَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُمۡ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحۡتُ لَكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ ٱلنَّٰصِحِينَ
وبقيت ديار ثمود إلى يومنا هذا آية من الله عز وجل للناس وتسمى
اليوم بمدائن صالح وكانت مساكن ثمود بالحجر ولذا سماهم الله عز
وجل في القرأن الكريم اصحاب الحجر .
وكان للنبي محمد صلى الله عليه وسلم موقف مع أصحابه رضي الله عنهم لما مروا بديارهم .
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما نزل رسول الله محمد صلى الله
عليه وسلم بالناس على تبوك نزل بهم الحجز عند بيوت ثمود فاستقى
الناس من الآبار التي كانت تشرب منها ثمود فعجنوا منها ونصبوا
القدور فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاهراق القدور وعلفوا
العجين للإبل ثم ارتحل بهم صلى الله عليه وسلم حتى نزل بهم على
البئر التي كانت تشرب منها الناقة ، ونهاهم ان يدخلوا على القوم الذين
عذبوا وقال صلى الله عليه وسلم إني أخشى ان يصيبكم مثلما اصابهم
فلا تدخلو عليهم
قال صلى الله عليه وسلم لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا ان تكونوا
باكين فان لم تكونوا باكين فلا تدخلو عليهم ان يصيبكم مثلما اصابهم .
.
.
..
.
..
.
قصص القرآن - قصة أصحاب الكهف والملك الظالم وما سبب موتهم بعد إكتشاف قومهم لقصتهم ؟وفى أى عصر كانوا ؟
.
.
.بلقيس ….ملكة اليمن ذات الجمال الساحر ما قصتها مع النبي سليمان عليه السلام
.
..
.
.صلاح الدين الايوبي _قاهر الصليبيين
.
.
.
.
..
.
.طارق بن زياد فارس الاسلام الذي فتح الاندلس