ضرب الله عز وجل المثل ببعض الأقوام التي خسف بها الأرض
لكفرهم به سبحانه وتعالى وتكذيبهم أنبياءه عليهم السلام ، ومن بين
هؤلاء الأقوام اصحاب الأحقاف
من هم اصحاب الأحقاف
هم اول من سكن الأرض بعد طوفان نوح عليه السلام ، وكانوا قوما
جبارين لم تشهد الأرض قوما مثلهم في قوتهم وبطشهم وأجسادهم
حتى أنهم تحدوا الله عز وجل بكفرهم وعبادتهم الأصنام .
فبعث الله عز وجل لهم رسولا كريما منهم يدعوهم لعبادة الله وحده لا
شريك له ، وان يتركوا ماهم عليه من عبادة الأصنام ولا. يشركوا
بالله عز وجل شيئا.
فعتوا هؤلاء عن امر ربهم عز وجل فأذاقهم الله سبحانه وتعالى
بكفرهم اشد أنواع العذاب وأهلكهم باشد أنواع الاهلاك ، إذ ارسل
عليهم سبحانه ريحا صرصرا عاتية أهلكتهم جميعا .
فمن هم اهل الأحقاف الذي سميت سورة كاملة في القرأن الكريم
باسمهم ؟
ولماذا سموا بهذا الاسم ؟
وماذا فعلوا مع نبيهم عليه السلام حتى يهلكهم الله عز وجل ويجعلهم
عبرة لمن خلفهم ؟
قصة هلاك اصحاب الأحقاف
ان اصحاب الأحقاف قوم لم يرى مثلهم في الطغيان والعناد والبطش
والكفر والفساد ، فقد ظلموا انفسهم وعلوا في الأرض اشد العلو ،
وما علموا ان الطغيان مهلكة للديار وان نهايته وماله خيبة ومذله
وعار ،فتباهوا بالمال والقوة فأورثهم ذلك طغيان وكبرا وعنادا
وكفرا .
تبدأ قصتنا عندما نجى الله عز وجل برحمته نوح عليه السلام والذين
لمتواضعه في السفينة عاشوا زمان على التوحيد والإيمان لم يكن
بينهم كافر واحد فكانوا مؤمنين أولاد مؤمنين فهم الذين شاهدوا
كيف اهلك الله عز وجل الكافرين ونجى المؤمنين ، فازدادوا شكرا
لله تعالى على هذه النعمة ولكن بعد مرور السنيين الذرية وبعد موت
الآباء والأجداد ، وجاء الأحفاد ونسي الأحفاد وصايا الآباء والأجداد
ونسوا وصية نبي الله نوح عليه السلام.
فتبدلت الأحوال وكثرت المعاصي والذنوب والأثام ، وعبدت في
الأرض الأصنام وانتشر الشرك في أمة كانت في اصلها موحدة
فأصبحت للأسف مشركة .
قد قال احفادهم تعالوا نصنع تماثيل حتى لا ننسى آبائنا وأجدادنا
الصالحين ، وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ، فعبدوا الأصنام
من دون الله عز وجل وهو رب العالمين جل في علاه .
كان هؤلاء القوم يسكنون مكانا في حضرموت يسمى الأحقاف ،
ولهذا سموا بهذا الاسم .
أين يقع جبل الأحقاف
الأحقاف جبل عظيم من الرمال يقع بين حضرموت وعمان وهي
ارض مطلة على البحر وكان يسكنون الخيام ذوات الاعمده الضخام
، فأقام هؤلاء القوم بالأحقاف فترة من الزمان في رعد من العيش
وامان حماهم الله عز وجل نعما وافرة وخيرات كثيرة ، ففجروا
العيون وزرعوا الأرض وشادوا القصور ومنحم الله عز وجل
بسطة في اجسادهم وقوة في أبدانهم ، فاتخذوا اصنام لهم ألهة
يتوجهون اليها شكرا وذكرى وعرفاناً وقرباناً.
كانوا يفعلون ذلك كلما وقعوا على خير وكان يفزعون اليها
بالاستغاثة كلما اصابهم مكروه ، ثم أنهم بعد ذلك عثوا في الأرض
فسادا ، فاذل القوي منهم الضعيف وبطش الكبير منهم بالصغير ،
فاراد الله عز وجل الحكم والعدل هداية للأقوياء وتمكين للضعفاء ،
فأرسل اليهم رسولا كريما من انفسهم يعرفونه ، يحدثهم بلغتهم
ويخاطبهم باسلوبهم ، ويبين لهم سفاهة عقولهم وضلال عبادتهم .
من هو النبي الذي أرسله الله إلى قوم الأحقاف ؟؟
ارسل الله اليهم نبيه هود عليه السلام ، وكان هود عليه السلام رجل
من أوسطهم حسبا ونسبا وأكرمهم خلقاً وخلقاً وأرجحهم عقلا
وحكمة .
نبي كريم أرسله الله عز وجل إلى اصحاب الأحقاف ، وكان يطلق
عليهم قبيلة عاد .
قيل بين هود ونوح عليهما السلام اربعة اجداد وقوم هود من العرب
فهم عاد الأولى ، اما عاد الثانية فهم قوم ثمود قوم صالح عليه
السلام .
قال الله تبارك وتعالى
﴿ ۞ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [ الأحقاف : 21]
كان قوم عاد في الأحقاف يعتمدون على مياه العيون المنتشرة بين
كثبان الأحقاف ورمالها، وذلك مصداقا لقول الله تعالى :
وَ اتَّقُوا الَّذِیْۤ اَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُوْنَ (132) اَمَدَّكُمْ بِاَنْعَامٍ وَّ بَنِیْنَ (133) وَ جَنّٰتٍ وَّ عُیُوْنٍ (134) اِنِّیْۤ اَخَافُ عَلَیْكُمْ عَذَابَ یَوْمٍ عَظِیْمٍﭤ (135)
فكانت مياه الأمطار التي تسقط على الجبال تصل في النهاية إلى
رمال الأحقاف من خلال عدد كبير من الأودية ، فكان قوم عاد
يستبشرون خيرا عندما تنزل الأمطار على أوديتهم واتخذ اصحاب
الأحقاف مدينة أرم عاصمة لهم ، وقد وصف الله عز وجل في
القرأن الكريم مدينة أرم هذه ، بأنها عظيمة ذات العماد وأنها لم
يخلق مثلها في البلاد من حيث عظم وجمال أبنيتها ، وذلك في قول
الله تبارك وتعالى :
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)
كما اتخذ قوم عاد من عبادة الأصنام ديانة لهم، فعبدوا اصنام كثيرة
منها ثلاثة يقال لها : صداء وصمود وهباء .
وارسل الله عز وجل اليهم هود عليه السلام ، لكي ينهاهم عن عبادة
الأصنام والشرك ورغم كل محاولات سيدنا هود عليه السلام
المتكررة في إقناع قومه في ترك عادات الجاهلية والتوجه لعبادة الله
تعالى وحده لا شريك له إلا أنهم أبوا واستكبروا واستهزأو به
ووصفوه بالسفه والكذب ، ولم يأبه قوم عاد بإنذارات نبي الله هود
عليه السلام من عذاب الله تبارك وتعالى .
استمرّ هود عليه السلام يذكرهم بنعم الله عز وجل عليهم وان الله
سبحانه جعلهم خلفاء في الأرض من بعد نوح عليه السلام وأخذ
ينكر عليهم ما يفعلونه من الضلال والشرك ، فقد كانو يبنون عند
الطرق المشهورة بنيانا هائلا لمجرد اللهو واللعب وإظهار القوة
وكانوا يتخذون قصورا مشيدة يرجون الخلود بها في الدنيا كانهم لا
يموتون ، ورغم كل ذلك فإنهم لم ينتفعوا بأي موعظة لان الله عز
وجل رأى في قلوبهم الإصرار على الكفر والشرك ، فختم على
قلوبهم وطبع عليها بطابع الكفر والشرك فلا يخرج من قلوبهم أبدا ،
فلا ينتفع بحق يسمعونه ان سمعوه ولا يرتدع عن موعظة وتحذير
ان قبلوه .
فلم تعد قلوبهم تشعر بالحق الذي جاء به هود عليه السلام من عند الله
عز وجل فلّا يستبشرون ببشارة ولا يخافون ولا يتعظون بموعظة
وتحذير
لدرجة أنهم قالوا لنبيهم ما اخبرنا الله عز وجل به في سورة الشعراء :
قَالُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡنَآ أَوَعَظۡتَ أَمۡ لَمۡ تَكُن مِّنَ ٱلۡوَٰعِظِينَ (136) إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا خُلُقُ ٱلۡأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ (138)
استمرّ الصراع بين هود عليه السلام وقومه ، وكلما مرت الأيام زاد
قوم هود استكبارا وعنادا وكفرا وشركا وتكذيبا لنبيهم عليه السلام ،
فلم تكن دعوه هود عليه السلام مصحوبة بمعجزة مادية ليراها قومه
، فأرادوا تعجيز نبيهم فطلبوا منه ان يأتيهم بمعجزة ليصدقوه .
قال تعالى :
﴿ قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [ سورة هود : 53]
اي لسنا يا هود بمصدقين بنبوئتك ولا رسالتك ولا لكلامك ، ثم نسبوا
عليه الجنون. فقالوا ان نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء
قال تعالى:
(53) إِن نَّقُولُ إِلَّا ٱعۡتَرَىٰكَ بَعۡضُ ءَالِهَتِنَا بِسُوٓءٖۗ قَالَ إِنِّيٓ أُشۡهِدُ ٱللَّهَ وَٱشۡهَدُوٓاْ أَنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ (54)
فقد اعلن سيدنا هود عليه السلام براءته منهم ومن آلهتهم وضلالهم
وكفرهم وشركهم ، وادرك ان العذاب واقع بمن كفر من قومه لا محال
، فان الله عز وجل يعذب الذين كفروا مهما كانوا أقوياء او عماليق
فهو الذي خلقهم وهو على كل شي قدير .
فقد حدثم هود عليه السلام بهذا كله فاستمعوا اليه وكذبوه وسخروا منه
وقالو له هيهات هيهات ، واستغربوا واستبعدوا ان يبعث الله عز وجل
من في القبور ثانية واستغربوا ان يعيد الله خلق الإنسان بعد ان تحول
إلى تراب ، فألتفت الرؤساء من القوم إلى أنفسهم وقالوا: اليس هذا
النبي بشرا مثلنا يأكل ويشرب مما نشرب بل لعله بفقره يأكل اقل ممن
ناكل ويشرب في أكواب صادئة ونحن نشرب في أكواب الذهب
والفضة فكيف يدعي انه على الحق ونحن على الباطل هذا بشر يا قوم
فكيف نطيع بشرا مثلنا ثم لماذا اختاره الله بشرا من بيننا ليوحي اليه .
فلما استعجل هؤلاء القوم الكافرون العذاب قالوا لنبيهم أجئتنا لنعبد الله
وحده ونترك ما كان يعبد آباءنا فاتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين .
انتظر هود عليه السلام وانتظر قومه وعد الله عز وجل فبدأ الجفاف في
الأرض ولم تعد السماء تأتي بمطرها بأمر من الله عز وجل ، فهرع
قوم هود إلى هود وقالوا : ما هذا الجفاف يا هود .
قال هود عليه السلام : ان الله عز وجل قد غضب عليكم ولو آمنتم
لسوف يرضى الله عز وجل عنكم ويرسل عليكم المطر فيزيدكم قوة
إلى قوتكم فاستغفروا ربكم يا قوم .
فسخر قومه منه وزادوا من العناد والكفر والضلال فزاد الجفاف
واصفرّت الأشجار التي كانت خضراء ومات الزرع الذي كان حيا.
عقاب قوم الاقحاف
وجاي يوم إذا سحابة عظيمة تملا السماء .
فخرجوا قوم هود فرحين ويقولون هذا عارض ممطرنا .
فتحول الجو فجأة فتحول من الجفاف الشديد ومن الحر الشديد إلى البرد
الشديد القارص ، بدأت الرياح تهب وارتعش كل شي واضطرب ،
ارتعشت الأشجار والنباتات والرجال والنساء والخيام ، واستمرت
الريح ليلة بعد ليلة وكل ساعة تمر كانت برودتها تزداد وبدا قوم هود
يفرون وأسرعوا إلى الخيام واختبئوا داخلها ، فأشد هبوب الرياح
واقتلعت الخيام واختبئوا تحت الأغطية ، فاشتد هبوب الرياح اكثر
وتطايرت الأغطية ، كانت الرياح تمزق بأمر ربها الملابس وتمزق
الجلود وتنفذ من فتحات الجسم وتدمره .
لا تكاد الريح تمس شيئا إلى قتلته ومزقته غضبا لغضب ربها وجعلته
كالرميم ، فكانت الريح تحمل الرجل منهم عاليا ثم تنكسه على رأسه
في الأرض فينقطع عن جسده ، فتراهم بلا رؤوس ، فبادوا عن آخرهم
ولم تبقى لهم باقية فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم .
كذلك نجزي القوم المجرمين .
وأتبعهم الله عز وجل في هذه الحياة الدنيا لعنة وغضبا وسخطا ويوم
القيامة كذلك وجعلهم عبرة لم بعدهم .
قال الله تعالى :
هذه نهاية عادلة لمن يتحدى الله عز وجل .
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
. للهم اني استغفرك من كل سيئة ارتكبتها في بياض النهار وسواد
الليل في ملئ وخلاء وسر وعلانية وانت ناظر إليّ اللهم اني
استغفرك من كل فريضة أوجبتها علي في أناء الليل والنهار تركتها
خطأ او عمدا او سهوا او نسيانا او جهلا واستغفرك ربي من كل
سنة من سنن سيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله
عليه وسلم تركتها غفلة او سهوا او نسيانا او جهلا .
,,
,
,
,,
,
,
,
,
.
.
.
. .
.
..
.
قصص القرآن - قصة أصحاب الكهف والملك الظالم وما سبب موتهم بعد إكتشاف قومهم لقصتهم ؟وفى أى عصر كانوا ؟
.
.
.بلقيس ….ملكة اليمن ذات الجمال الساحر ما قصتها مع النبي سليمان عليه السلام
.
..
.
.صلاح الدين الايوبي _قاهر الصليبيين
.
.
.
.
..
.
.طارق بن زياد فارس الاسلام الذي فتح الاندلس
.
.
.
..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
..
لا تنسى الصلاة على النبي عليه افضل الصلاه والتسليم.
,
,
,
,
,
,,رعاكم الله
,
إذا أعجبتك القصة لا تنسى التعليق تشجيعنا على نشر المزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا